16.2.11

امرأه بين المــوت و الحيــاة ؟!!



على غير عادتها قررت ان تكون اكثر جرأة هذه المره ..
قررت الدخول الى ذاك المكان الذي طالما ارعبها حتى المرور بجواره !!

فدخلت الى تلك الغرفه الموحشه المسكونه بالذكريات ..
تلك الغرفه الذي انطوت ايام سعادتها بين جدرانها فقط ..


كان هناك بصيص ضئيل من الامل ..
بأنها ستدخل فتجد مافقدت موجودا ينتظر دخولها ..


ترددت
وارتجفت
وهي تدير قبضة الباب ..
 وهاهي الآن في منتصف الغرفه ..


تارة الى اليمين وتارة الى اليسار ..
تتلفت وهي ترتجي ان يعود بها الزمن الى تلك الايام..


و تستجمع قواها للتقدم ببضع خطوات للأمام ..
الى ان تصل الى الكرسي ..فترمي بنفسها عليه ..


وكوم من الغبار ينتفض من حولها ..
تحاول ان تتذكر اخر مرة جلست على هذا الكرسي ..
 فتعجز ..
ايام هي ام شهور ..
او سنين ..
ماعاد يهم فهي ايام لاتحصى عندها ..


مدت بيدها الى أدراج معينه لم ولن تنساها يوما ..
تحفظ تفاصيلها وكل محتوياتها عن ظهر غيب !!


واول ماظهر البوم الصور ..
فتتساقط دموعها فوق الورق..
حتى دموعها رحمتها !!


فتلك الايام كانت كفيلة بصنع طبقات من الغبار .
. كانت سرعان ماتزول بكل دمعة تذرفها فوق تلك الطبقات !!
تمسحها بيدها لترى الصور بوضوح ..


لتتذكر ذاك اليوم .. وتلك الهديه
وباقات من الورود في الصفحات التاليه
ويليها صورة مختلفه في أماكن مختلفه ..


وكأنه كان علم بأن لن يبقى لها الا هذه الصور !!
فكان حريصا على التقاط صورة لهما في كل مكان من العالم ..
قد يكون هو السبيل لكي لا تنساه ..
وهو السبيل لكي تبقى قريبه منه وان فارقها يوما !!
وتشعر بورودها التي كانت تجففها وتعتني بها تساقطت
 و تجمعت عند قدميها ..


فتنحني لألتقاطها
و تلمح دفتر مذكراتها في هذه الاثناء ..


و تزيد ارتعاشا ..
وتسارع بفتحه ..


(حبيبتي .. أحبــك كثيرا .. واعاهدك ان لا يفرق بينناا الا الموت .. ولكن ان مت يوما هل تنسيني ؟؟ هل يموت حبي ايضا ؟؟)
وكانت هذه اخر صفحه مكتوبه .
و تعود لترى التاريخ وتقرأها مرة واخرى ..
فتبكي و يشتد بكبائها
وهي تردد ..


حبيبي اماعلمت بأني مت معك ذاك اليوم ؟!!
فعمري الفعلي انتهى عندما انتهى عمرك ..


ذاك الحادث اللعين الذي سرقك مني على غفلة ..


لم يأخذك فقط ياحبيبي ..
اخذ احساسي و شعوري ..
وحياتي ..
و اخذني معك !!


لاتقلق حبيبي وكن مطمئنا ..


فكيف لي ان انساك ؟؟
وانا ميتة معك ؟!

هناك تعليق واحد:

  1. حتى وان كانت الذكريات مؤلمة ..ولكنها تبقى خيط يصلنا بمن نحب .. نستنشق به عبير ذكرياتهم حتى وان خالطتها الدموع ..

    من اروع ماقرأت ..
    تخذلني حروفي هنا ! فلا قدرة لي على مجاراة أحاسيسك

    ردحذف