7.3.11

نحيـــب رجــل ..



يتناول فجان قهوته
 و يطلق دفعة من الدخان
 و يبقى متأملا  لمسارها ..

يضع سيجارته جانبا على الحافه لتحترق شيئا فشيئا..
 ويكمل قهوته ..

 بضع كلمات ينطق بها
 و يلوذ بصمت مطبق
 وكأنه فقد الرغبه في الكلام ..

 نظراته تبدو مكسوره
 و تحديقه يطول لفترات طويله ..

يحدق في المجهول
 او  قد يكون الماضي
 او تخيل المستقبل ..
 لاأعلم !
ويعود ثانية الى كبريته
 ليشعل سيجارة اخرى
 على الرغم من انه لم ينهي الاولى!
لست ادري ما بأعماقه ..

 اهي عادة ؟
 ام هي نيابة عن من كان يشاركه هذه اللحظات !

احس بأشياء تحترق في داخل هذا الرجل  ..

الكثير من الكلام الموصود بأحكام في اعماقه فقط  ..
الكثير من البكاء و الصراخ حبيس جسده ..

وتنهيده طويله تخرج منه خلسة !!
ما أن يشعر بها يسرع لمداراتها بأي طريقه ..

أتأمل في وجهه بذهول
فحتى سواد لحيته لم ينجو من غدر احزانه
تسلل الشعر الابيض فيها حتى طغى على سوادها !

وعيناه محاطة بهالة من السواد
اطفئت بريق نظرات كان يسكنها الأمل سابقا..

وابتسامته الساحره في ذبول مستمر..
أراها باهته ..
لا حياة فيها وفي معضم الاحيان مفتعله  !

لا أنكر أيمانه و صبره على مصابه

 ولكن

 يبقى الموت موتا
ويبقى الفراق فراقا

وتبقى لوعة الموت و الفراق راسخه
 لايزحزح ثباتها انــطواء الايام ..

لم اسمع يوما رجل ينحب
اتسائل ..

 اهذا هو نحيب الرجال !!؟
بشموخ و هدوء .. وقوة مصطنعه لا أكثر !

آه ياعزيزي
 فحزنك اسمى من تكتبه الحروف ..

كيف لي ان اصف روحا عاشت منقسمه بين جسدين ؟!
كيف لي ان اصف روحا عاشت لتشهد احتضار روحها ؟!
كيف لي ان اصف روحا لا يغذيها اليوم الا الذكريات !؟

انحني احتراما لحزنك
الذي يصيبني بالذهول كلما ألقاك ..

كم بات ظاهر جليا على محياك
وكأنك شخص آخر غير الذي كنت اعرفه ..

لم يكتمل العام الأول على رحيله
 وها أنت الأن شخص مختلف تماما
لا تمت بصله للرجل الذي كان تحدي الاحزان وصرعها هوايته ؟!

رفقا به ايتها الأقدار
 و جودي عليه بالنسيان .. 

 وارحمي فاجعته بفقد بأخيه
الذي كان أعز أنسان !!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق